الجمعة، 10 يوليو 2009

"يتعلم الطفل مما يرى ويسمع"

أولاً/ التعلم مما نشاهده:-

إن معظم المعلومات التي نكتسبها تصل إلينا بواسطة أعيننا،فرؤية الأشياء الموجودة حولنا هي أول خطوة في التعلم،ولكن التعلم مما نراه يتطلب أكثر من مجرد النظر ،فالتعلم يعتمد على التفاعل بين النظر ونظام الدماغ لإنتاج وتخزين المعنى.
برمجة المعلومات Net working information)) أو شبكة المعلومات:-
المخ يعمل على المعلومات من خلال جميع الحواس،ففي بداية حياته يبدأ الطفل في الربط بين المعلومات التي يحصل عليها من عينه و المعلومات التي يأخذها من الحواس الأخرى (اللمس،السمع،الشم،التذوق).
وقبل أن يبدأ الطفل في استخدام الكلمات للتفكير أو للتعبير عمّا يفكر فيه فإن بصره يعطي يده تغذية راجعة غير مسموعة أي بدون ألفاظ،والتي تقول له أنا قريبة من{؟؟؟؟؟} أنا أكاد أحصل عليه أنا أخذته وهكذا...كذلك فإن الأطفال يتعلمون شكل الأشياء من حولهم وما هو عملها أو الغرض منها ،وعندما يفعلون ذلك فإنهم يطورون مهاراتهم البصرية وينعشون مهاراتهم الحركية،ثم نجدهم بعد ذلك يعملون خلال فترة طفولتهم على تطوير هذه المهارات وذلك من خلال بعض الأنشطة مثل (مسك الكرة،الرسم،القص.......).
كذلك يبدأ الأطفال في الربط بين المعلومات التي يحصلون عليها من خلال أعينهم والمعلومات التي يحصلون عليها من أقرانهم.
إن أول ربط يستطيع معظم الأطفال الصغار عمله هو الربط بين صورة وجه الأم مع صوتها ثم بعد ذلك يستطيع بعض الأطفال أن يربطوا( مثلاً ) بين قطتهم وقطة الجيران وصوت موائها أو صوت خربشتها على الأرض.
ويستطيع الطفل حتى قبل أن يبدأ الكلام أن يظهر معرفته لاسم شخص ما وذلك بالنظر إليه (عندما يسأل أين ؟؟؟؟)أو الإشارة إليه بيده.
معظم الأطفال شغوفون لمعرفة الأشياء ويسألون ما هذا ؟كيف؟لماذا؟إنهم يطورون شبكة من المعلومات عن العالم الذي حولهم والذي يعيشون فيه ويتعلمون أسماء وكلمات عن الكائنات الحية،الأشياء،الأماكن،الأصناف،الشخصيات،الوظائف،والأفعال والأنشطة.
الشيء المهم الذي نريد أن نقوله أو نتذكره أن الطفل مع كل شيء يراه وكل حركة أو صوت يصدره أو يسمعه فإنه يقوم بعمل ربط وتنظيم لشبكة المعلومات(لديه)من خلال أي جزء من المعلومات التي يستقبلها.
التعلم البصري في المدرسة(التحديات الجديدة):-

عندما يدخل الطفل إلى عالم المدرسة فإنه يواجه عدة مهام تتطلب منه أن يعطي معنى أو يتعرف على ما يشاهده،بعض هذه المهام أو الفروض تبنى على المهارات البصرية والتي طورها في سنوات الروضة والبعض يتطلب منه أن يبني مهارات بصرية جديدة وذلك حتى يستطيع أن يفهم الأشياء الجديدة التي يراها.

1- التمييز في البيئة أو المحيط:-

إن أول تحدٍ تفرضه المدرسة هو حاجة الطفل إلى تمييز ما يحيط به حيث يواجه العديد من الأشياء التي تتشابه فيما بينها .
بدخوله عالم الكلمات الجديدة فإنه سيواجه العديد من المطالب العملية والتي سيقابلها بدرجات تتفاوت بين الصعوبة والسهولة وذلك يعتمد على قدرته على التمييز البصريVisual discrimination
إذ يجب أن يكون لديه القدرة على معرفة فصله، أو حافلة المدرسة، أو حتى سيارة والده،كل هذه الأشياء تبدو متشابهة له في هذا المحيط من حيث وظيفتها وتصميمها((هل سبق لك وأن شاهدت توأمين عمر وعلي مثلاً ثم بعد ذلك لم تستطع أن تميز عمر من علي ؟هذا يشبه تماما ما يحدث لدى الطفل))،يجب أن يستطيع ملاحظة الاختلافات البسيطة والتي تميز الحافلة التي يركبها من بين باقي الحافلات المتشابهة ،وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من مثل هذه المشاكل في المدرسة فإنها تسبب لديهم نوعاً من الاضطراب عند بداية دخولهم المدرسة والتي ينتج عنها المفاجأة وربما الخوف.
بعض الطرق التي يمكن استخدامها أو القيام بها لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مثل هذه المشاكل:-
1-أخذ الطفل في جولة في أنحاء المدرسة قبل بداية الدراسة وتعريفه بالأماكن التي سيحتاج الذهاب إليها خصوصاً بمفرده (الصف،الساحة،مكان الخروج،موقف السيارات....الخ) وتعريفه بأن باقي الأشياء أو الأماكن مثل المكتبة ليس ضرورياً أن يتعلم مكانها الآن لأن المعلم هو الذي سيقوم بإحضاره إليها مع مجموعة الفصل.
2-يمكن للمعلم أن يساعد الأهل في تدريب الطفل على التمييز بين الأشياء المتشابهة وذلك بوضع عدة ملاحظات أو تصنيفات مثال:
إذا أردنا أن نعلم الطفل الحافلة التي يركبها فلا نقول له :إن حافلتك هي الرابعة فإن هذا لا يكفي ولكن علينا أن نقول له إن الحافلة التي تركبها رقمها (72) ونكتبه له وهذا يكون أول مفتاح(ولكن لا ننسى إذا كان هناك حافلة رقمها(27) فنقول له (المفتاح الثاني) ابحث عن الحافلة التي تبدأ بـــ (7)،وهذه الحافلة دائماً تكون الرابعة(المفتاح الثالث) والسائق الذي يقودها هو عم محمد الرجل الأسمر(وهذا يعتبر المفتاح الرابع).
3-وحتى نجعل التمييز البصري سهلاً وأيضاً حتى نضع أو نؤسس لمهارات التنظيم نوصي باستخدام بعض المواد مثل البطاقات-لوحات للرسم-ألوان-أغطية-شرائط............الخ كما يوجد عدة أنشطة للتمييز البصري في السنوات الأولى من المدرسة والتي يمكن لجميع أطفال الصف الاستفادة منها .
4-معظم الأطفال سوف تتحسن مهارات التمييز لديهم كلما تعرضوا لخبرات وتجارب يتحدثون فيها عمّا يشاهدونه ويطورون مهارات الملاحظة لديهم من خلال الوصف والشرح.
في البداية ربما يحتاج الأهل لأن يقودوا هذه التمييزات ويحددون مفاتيح التمييز وبعد ذلك يمكنهم إلقاء الأسئلة التي تقود الأطفال لرسم أو وضع توقعاتهم مثال:
س/كيف يمكنك أن تتأكد من أنك ستتعرف على حذاءك بعد أداء الصلاة جماعة في المدرسة؟
((ملاحظة:يمكن للمعلم استخدام نفس هذه الاستراتيجية عندما يعلم الطفل التمييز بين الأحرف المتشابهة فيسأله مثل هذه الأسئلة:كيف يمكنك أن تتأكد أن هذا الحرف هو حرف ج مثلاً))
إن استخدام مثل هذا التعبير بالألفاظ عمّا يشاهده الطفل يساعده على تطوير الصوت الداخلي والذي يقود عينه لأن تلاحظ بانتباه على تصنيف مميزات البيئة المحيطة.

2- تمييز الأحرف والأرقام والرموز:-


إن أهم تحدٍ للتمييز البصري والذي يواجهه الطفل في المدرسة هو عندما يبدأ في تعلم الرموز التي تتضمنها عملية القراءة والكتابة .
يجب أن يتعلم كيف يتعرف ويصنف بين الأحرف المتشابهة في الشكل (ف،ق)(ص،ض)....الخ والكلمات مثل(صوت،صور)،(كبير،عبير).........الخ.
ومثل هذه التمييزات لها ضرورة قصوى للقراءة والكتابة.
كذلك يجب على الأطفال أن يدركوا أو يتعرفوا على الأشكال المتشابهة ،الأحرف والرموز ولكن بخط مختلف (مثال ) يجب أن يتعرفوا على الحرف عندما يكتبه المعلم أو يكتبه الطفل نفسه أو في الكتاب أو غيره أو نفس الحرف عندما يكون في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها .
يجب أن يعرف الطفل أن هذا الحرف هو نفسه في جميع الحالات
في معظم فصول الروضة والصف الأول والثاني يجد الأطفال بعض الصعوبة في التمييز بين الأحرف المتشابهة، فنجدهم أحياناً يعكسون الأرقام أو الأحرف ..........الخ.
وفي الحقيقة هناك عدة طرق وأساليب لمساعدة الأطفال لتخطي هذه الصعوبة منها:
1- قدم للطفل فرص عديدة لاستخدام حواسه عند تعلم الرموز اللغوية وذلك بمشاهدتها ، قولها ، عملها ، لمسها بهذه الطريقة سوف يعوض النقص في التمييز البصري بين الرموز باستخدام نقاط القوة التي لديه هذا التدريب يسمى التعليم متعدد الحواس(multisensory teaching) وهذا التعليم يوصى به لمساعدة الأطفال في النجاح في تعليم القراءة.
2- شجع الطفل لاستخدام جهازه الحركي ليقوي التعلم البصري ،فإن كثيراً من الأشخاص الذين لديهم ضعف بصري يعتمدون على حواسهم اللمسية ليطوروا قوة غير عادية لحواسهم، فمثلاً الإحاطة على الحرف أو كتابته على ورق صنفرة يعتبر تدريباً جيد للطفل الذي لديه ضعف في التمييز البصري،بعض الأطفال الكبار يستجيبون أو يتفاعلون بإيجابية للتدريب الذي يتطلب مسك أو لمس الأحرف الكبيرة والتي تقص على ورق الصنفرة .
3- تشجيع الأطفال على استخدام اللغة الشفوية لوصف ما يشاهدونه، فعندما يتحدثون فإن الحديث يساعدهم على وضع رموز وتصنيفات معينة وذلك بسؤالهم أو بمشاركتهم في النقاش.
فعندما يصفون ما المشترك في شكل كل من الحرف ب ، ت ، ث مثلاً وفي ماذا يختلفون فإنهم بالتالي يساعدون مهارات التمييز البصري لديهم والمطلوبة في عملية القراءة والكتابة.
الذاكرة البصرية:-
إن التعلم المدرسي يعتمد بدرجة كبيرة على قدرة الطفل على تذكر ما يشاهده وذلك كما :
1
- في القراءة والتهجئة(Reading &Spelling):-
إن تعلم الأحرف والكلمات واستخدامها في القراءة والتهجئة هي إحدى أول وأهم متطلبات الذاكرة البصرية.
إن عملية تذكر الرموز (سواء فردية أو متسلسلة) في العقل البصري عند الطفل أصعب من أن يدركها أي شخص(المعلم أو الأهل)،فكثير من الأطفال يستطيعون أن يتصوروا شكل صديقهم المفضل(وهم مغمضون أعينهم) في عقلهم كذلك قد يستطيع الأطفال وصفه أو رسمه ولكن المهمة أو العمل الصعب هو أن يتصوروا أو يتخيلوا كلمة صديق ومن ثم تهجئتها ،كل من المهمتين السابقتين تتضمن الذاكرة البصرية ،ولكن التهجئة والتي تتطلب تذكر سلسلة من الرموز تعتبر مهمة صعبة على ذاكرة الطفل،ربما يستطيع الطفل أن يحدد الشخص والوضع بسهولة ولكنه يأخذ وقتاً في استرجاع سلسلة الرموز من ذاكرته والتي يحتاجها لتهجئة وكتابة الكلمة.
ربما يشعر الطفل الذي لديه صعوبة في تذكر الرموز بالإحباط عندما يكون عليه أن يكتب كلمة.
وربما نجد أن الطفل الذي لديه ذاكرة جيدة لتذكر الرموز يستطيع قراءة كلمة (صديق) صحيحة عندما يشاهدها ولكن قد يعاني عندما نطلب منه تهجئتها من الذاكرة .
إن الأطفال الذين يعانون من مثل هذه المشكلة يكونوا ممتازين في القراءة ولكن لديهم ضعف في التهجئة.

2- النقل من السبورة(Copying from the Chak board):-
يعتمد الطفل على الذاكرة البصرية أيضاً أثناء عملية النقل من السبورة فعندما ينقل الطفل من السبورة فإنه يحتفظ في عقله بشريحة من الرموز الذي شاهدها لينقلها على دفتره بعد ذلك،فالنسخ من السبورة يعتبر مشكلة مشتركة بين الطفل الذي لديه ضعف في الذاكرة البصرية وللطفل الذي لم يطور طرق أخرى لتذكر المعلومات .
الطفل الذي لا يستطيع امتصاص إلا مقدار صغير من المعلومات هو الذي نجده يرفع رأسه للأمام وللأسفل باستمرار من الورقة للمادة التي ينقل منها ،إن العمل بهذه الطريقة (البطيئة والغير صحيحة) يجعل الطفل يغفل بعض المعلومات أو يخلط بينها.
وخلال سنوات المدرسة الابتدائية وخصوصاً في الأوقات التي تكون خارج الفصل عادة ما يستطيع الأطفال النظر إلى الأشياء الوقت الذي يرغبونه،ولكن في أثناء العمل المدرسي ا نادراً ما يحدث هذا
إن العمل المدرسي يتطلب من الأطفال القيام بسلسلة من المعلومات البصرية كإكمال المهام المطلوبة منهم مثل كتابة الموضوع أو الملخص السبوري أو القراءة بسرعة (أي في وقت قصير من السبورة) هذا يحتاج لزيادة السرعة مما يسبب للطفل الذي لديه صعوبة في تذكر ما يشاهده عبئاً ثقيلاً،وهناك
عدة طرق يمكن للمعلم من خلالها أن يقلل مشكلة النقل من السبورة:-
1- قلل من استخدام النقل من السبورة.
2- إعط الطفل متسع من الوقت حتى يستطيع النقل بدون أخطاء وبعناية مع توجيهه أثناء النقل (انظر للكلمات الموجودة أمامك اقرأها بعناية ...الخ) ومتابعته.
3- تأكد من أن العرض الذي تكتبه واضح ومنظم مع توفير الهامش ومساحة كافية لتقليل التشويش البصري .
4- مصاحبة العرض البصري بتوضيح سمعي(أي قراءة النص بوضوح مع استخدام مؤشر)أي بمعنى آخر مشاركة السمع مع البصر.
5- اسمح للطفل (الذي لديه مشكلة) التأكد من نقله بالرجوع لدفتر المعلم أو الكتاب وغيره.
6- علم استراتيجيات التذكر.
التنظيم(أو الإدراك) البصري و المكاني:-
يستطيع بعض الأطفال (وبدون تعليمات مباشرة) تمييز وفهم كيفية تنظيم الكلمة والجملة في النص، وكيفية تنظيم الأرقام أو الأعداد والقيام بحل المسائل الحسابية بنظام (الجمع رأسياً ) الآحاد أسفل الآحاد والعشرات أسفل العشرات ، إنهم يعرفوا كيفية توزيع عملهم على الورقة وذلك بمجرد النظر إلى التنظيم الموجود في الكتاب ،هؤلاء الأطفال لديهم إحساس بما يشاهدونه ،إنهم يفهمون أو يدركون التنظيم المكاني وبالتدريب على ما يشاهدونه فإنهم يطورون وسائل للنجاح في المدرسة.
وفي المقابل نجد أطفالاً لا يستطيعون حتى القيام بتنظيم البيئة المحيطة بهم ويصابون بالإحباط بمجرد الطلب منهم تنظيم وترتيب مكانهم أو عندما يطلب منهم عمل مدرسي يحتاج إلى التنظيم.
بعض الاقتراحات لمساعدة الأطفال الذين لديهم صعوبات محددة في مهارات الإدراك المكاني:.
1- الأوراق المخططة متوفرة لأغراض متعددة،ولأن التنظيم البصري المكاني له تأثير على المعنى في الرياضيات(القيمة المكانية للأعداد تعتمد على موقع الرقم في العمود) فاستخدام ورقة مربعات كبيرة تساعد الأطفال لوضع وحل المشاكل الرياضية حتى تجعلهم يستطيعون قراءتها وحلها بسهولة.
وبنفس الطريقة يمكن للأطفال استخدام ورقة مخططة ليتدربوا على بنية الحرف أو شكله.
والأطفال الأكبر يجدون أن الدفاتر ذات العمودين تساعدهم على تنظيم المعلومات.
أي أن التنظيم (وليس الترتيب أو النظافة ) هو ما يجب التركيز عليه،فعندما يتلقى الطفل مهارات تنظيم جيدة فإن عمله سوف يتحسن.
2- يجب أن لا نتوقع من الطفل أن يفهم كيفية تنظيم الورقة للكتابة بدون أي تعليمات لذا قدم للطفل التعليمات خطوة بخطوة وذلك لتنظيم عملية الكتابة (الهامش،مكان الكتابة،المسافة بين الكلمات)وغيره من المهارات التي تحتاجها عملية الكتابة.

ثانيــــاً التعـــلم ممـــا نسمعـــه


كما أن العين تقوم بالتقاط المعلومات البصرية وتنقلها إلى العقل الذي يقوم بدوره بتوحيدها أو تجميعها لتعطي معنى متكامل من المعلومات كذلك وبشكل مشابه تزودنا الأذن بالمعلومات التي نسمعها ، فعندما تنقل الأذن الرسائل الصوتية إلى العقل فإننا بالتالي نستطيع تمييز الصوت من العالم حولنا،فالعين والأذن يعملان معاً بحيث يسمحان للطفل بمطابقة مصدر الصوت حتى يربط بين ما بسمعه بما يراه أي يقوم بعمل موافقة أو موائمة بين السمع والبصر، وهذه العملية تعتبر القاعدة الأساسية والفطرية في تعلم أي لغة.
يولد الطفل في عالم من الأصوات الكثير منها غير لغوي(صوت سيارة والده،وقع أقدام والدته،صوت الباب عندما يغلق،بكاء أخته..........الخ) ولكن يشكل كل منها معنى لديه لدرجة أنه بتكرارها يستجيب لها فمثلاً: قبل أن يفهم الطفل الجملة (افرح سوف يأتي بابا الآن)نجده يظهر علامات الفرح عندما يسمع صوت سيارة والده وقد دخلت فناء المنزل.
إن معظم الأطفال يتعلمن الحديث ويفهمن اللغة المحيطة بهم بدون أي تدخل وذلك من خلال وجودهم داخل مجتمع حيث الأصوات واللغة تمثل المعنى الأساسي للعيش فيه،وذلك من خلال مرورهم على مراحل أو مستويات معقدة لها وهذا يتم بصورة تلقائية أو فطرية.
مستويات اللغة:-
ما هي اللغة؟
اللغة هي مجموعة الأفكار والمفاهيم والاعتقادات المختزنة في الدماغ.
1- المستوى الصوتي:-

الصوتيات :هي الدراسة العلمية لأصوات الكلام من حيث مكان وطريقة تشكلها وكيفية إدراكها،أما صوت الكلام فنعني الأصوات التي تكون حديثنا (مثل الباء،الحاء....الخ)وأما الدراسة العلمية لمكان وطريقة تشكلها فتعني تلك الأعضاء المستخدمة في إنتاج كل صوت وشكل المجرى الصوتي أثناء إنتاج الصوت وكذلك حالة الأوتار الصوتية عند إنتاج الصوت.
2- المستوى الفنولوجي:-
وهو المستوى الذي يدرس نماذج الأصوات وكيفية تناسقها.
أي أن الكلمة تتكون من عدد من الفونيم وللوصول إلى شكل الكلمة النهائي المتناسق والمقبول هناك ثلاث مراحل هي: جمع الأصوات ،اتحاد الأصوات فيما يسمى بالمقطع،واتحاد المقاطع لنصل إلى مرحلة الكلمة.
مثال: مُ / حَمْ/ مَدْ [مُحَمّدْ]
كيف يتكون النظام الفنولوجي؟
يولد الطفل ولديه استعداد لاكتساب اللغة ولكن لا توجد قوالب لغوية جاهزة في دماغه حيث يستمع الطفل إلى لغة الراشدين المحيطين به وتختزن في دماغه،وعند الوصول على القدرة على نطق الأصوات يبدأ بالتجريب، فإن لاقت تجاربه قبولاً لدى الآخرين يُثبت الأنماط الناجحة ويسقط الأنماط الفاشلة.(يطلق على هذه الطريقة نموذج التعلم النشط).
3- المستوى الصرفي:-
الصرف هو الدراسة العلمية للبناء الداخلي للكلمات.والكلمة هي أصغر وحدة يمكن أن تعطي معنى بمفردها، وهي قد تكون اسماً وقد تكون فعلاً والاسم قد يكون صيغة تدل على اسم الفاعل أو اسم المفعول به أو صيغة المبالغة والفعل قد يكون ماضياً أو مضارعاً......الخ.
وحتى تتخذ الكلمة دلالة النوع الذي تنتمي إليه فلا بد أن يكون لها بناء خاص وهذا البناء عبارة عن قالب نضع فيه الكلمات لتأخذ الشكل المطلوب واللغة العربية لها قوالب لغوية يطلق عليها الأوزان ، وأي تغير في البنية الداخلية للكلمة يعني تغيراً في دلالتها أي أن هناك أصلاً للكلمات تُحدد على أساسه الإضافات ، لذا فإن معرفة أصل الكلمة يساعدنا على فهم لغة الطفل وتطورها حيث يبدأ الطفل بالشكل البسيط للكلمات ومن ثم ينتقل لاستخدام الزيادات التي تضيف معاني جديدة لها.
4- المستوى النحوي:-
أصبحت الآن الكلمة جاهزة من حيث بنائها الداخلي وأصبح بمقدور الطفل تجميع كلمات مع بعضها البعض للوصول إلى بناء جديد وهو الجملة ، فما الذي يضع قوانين الجملة؟إنه النحو.
إن اكتساب الطفل لأبعاد النحو المختلفة من حيث الجملة التامة المعنى والتنويع في الجمل والقدرة على استخدام أساليب النحو المختلفة إنما يؤهله لما يعرف بأخذ الأدوار في المحادثة .
ويبدأ الطفل باكتساب المفاهيم أولاً قبل الاستخدام فهو يستمع ويختزن ومن ثم يستخدم المادة المخزنة.
5- مستوى المعاني:-
أي دراسة معاني المفردات وما يربطها من علاقات ومعاني الجمل وما يربطها من علاقات أيضاً.
وتبنى المعاني لدى الطفل نتيجة للتراكم الثقافي والحضاري وما يتعرض له من خبرات حتى يصبح بمقدوره أن يكتسب دلالات المفردات من خلال البيئة الموجود فيها ليبني لنفسه قاموساً خاصاً يعتمد عليه في بناء الشكل المعنوي للغته .وحتى تأخذ المعاني شكلاً من الحدود وحتى لا تكون باهتة تنشأ علاقات تربط المعاني(الترادف والتضاد)وعلاقات تربط الجمل(إعادة الصياغة،التناقض)تميزها عن بعضها وبالتالي يمكن استرجاعها والاستفادة منها.
6- وأخيراً المستوى الاستخدامي:-
هو مطابقة الكلام لمقتضى الحال أو استخدام اللغة المناسبة في الموقف المناسب وهنا يحكمنا أكثر من بعد :طبيعة الموقف،المكان،المشاركون،الموضوع فهذه الأبعاد هي التي تتحكم باختيار المفردات والجمل وعلو الصوت وأخذ الدور وطرح الأسئلة .........أي المحادثة.
مظاهر هامة في تعليم اللغة:-
1-سرعة العملية:-

هناك فرق كبير بين التعلم بالاستماع (بواسطة الأذن) والتعلم بالمشاهدة (بواسطة العين)،فعندما يجمع الطفل المعلومات بواسطة بصره فإنه غالباً ما يستطيع أن يركز بصره على الشيء المدة التي يحتاجها لتثبيت المعلومة بينما في المقابل عندما يجمع الطفل المعلومات بواسطة سمعه فإنه لا يستطيع التحكم في المدة التي تتوالى فيها الكلمات إلى أذنه إذ عليه أن يسجل ويترجم في لحظات سيل الأصوات والتي غالباً ما تكون متنوعة ومتغيرة ،أي أن وقت تجميع المعلومات السمعية محدود بينما وقت تجميع المعلومات البصرية يعتمد على الشخص نفسه(غير محدود).
2- تذكر ما نسمعه:-
حتى يكون الطفل متعلم فعال للغة عليه أن يكون قادراً على تذكر ما يسمعه ،فإذا استطاع أن يحتفظ بالكلمات التي سمعها في عقله فإنه بالتالي يستطيع أن يفحصها ويقيمها بنفس الكيفية التي يفحص ويقيم بها ما يشاهده ويلمسه،هذه القدرة تعتبر وسيلة قيمة لتعلم اللغة،فهي تساعده في (التفكير حول ما سمعه،فهم المعنى،تصنيف المعلومات) ومن ثم تخزين المعلومات بطريقة منظمة في عقله(ذاكرته).
الاستماع ،التعلم واللغة:-
اللغة هي أهم وسيلة يحملها الطفل معه إلى المدرسة لمساعدته في التعلم فهو يستخدم اللغة في جميع مواقف الحياة المدرسية( فهم وتذكر المعلومات،السؤال ،عمل صداقات ،تكوين علاقات اجتماعية،اتباع التعليمات طلب المساعدة....الخ) بالإضافة إلى أهميتها المباشرة في تعلم المهارات الأكاديمية سواء المرتبطة في دروس اللغة أو في المواد الأخرى.
الطرق التي يستخدمها المعلم لتطوير اللغة عند الأطفال:-
1
- تعزيز المعلومات السمعية:-
*انظر للطفل أثناء الحديث معه ليستطيع مشاهدة( حركة الشفاه،تعبيرات الوجه،والإيماءات) .
*الفظ الكلمات بوضوح وبدرجة صوت مناسبة.
*تحدث بإيقاع مناسب مع استخدام وقفات طبيعية منطقية.
*قلل من المثيرات الخارجية والأصوات الجانبية قدر الإمكان.
*دعم معلوماتك السمعية بمعلومات حسية وبصرية(صور،رسوم بيانية،مجسمات،.....أو أي مواد حسية مناسبة).
*شجع الطفل للقيام بعمله.
2-اجعل تعلم اللغة سهلاً:-
*نظم حديثك واستخدم مقدمة ونهاية مع ملخص.
*ابدأ بالمعلومات السهلة ثم توسع بعد ذلك تدريجياً.
*قدم واشرح الكلمات الجديدة قبل استخدامها.
*استخدم المصطلحات اللغوية(بينما،بعد ذلك،لحد ما.........)وذلك لتبرز منطقية ما تقوله.
*أعط الطفل الوقت الكافي لمعالجة المعلومات السمعية(أي فهم ما يسمعه)فمعدل العرض يعتبر من أحد الحقائق الهامة في إقبال أو رفض الأطفال لتعلم اللغة.
*توقف عند النقاط الهامة لتسمح للطفل بالسؤال.
*كن مستعداً للتكرار بإعادة الصياغة أو بتلخيص ما تقوله.
*اطلب من الطفل إعطاءك ملخص شفوي عن المعلومات الهامة التي سمعها.
3-قدم نموذج جيد لمهارات الاستماع والحديث:-
*استمع بفعالية وذلك بإعطاء الانتباه للطفل من خلال الاتصال البصري والتعبير بصدق عن اهتمامك.
*حث الطفل لإبداء رأيه وأسأل الأسئلة المفتوحة التي تشجع الطفل للمناقشة.
*شجع الطفل للتعبير عن أفكاره.
*تجنب تركيز الانتباه على الأخطاء فذلك له تأثير على سلاسة ونوعية الحديث ،كما أنه يقلل من ثقة الطفل بنفسه.
*ابدأ واختم الحديث بطريقة مناسبة.
4-قدم الأنشطة التي تعطي الطفل الفرصة لتطوير مهاراته اللغوية من خلال التحدث والاستماع والمشاركة:-
*وفر الوقت والنشاط الذي يتحدث فيه الطفل مع الراشدين سواء بالمدرسة أو المنزل.
*هيئ الأنشطة الجماعية سواء المجموعات الصغيرة أو الكبيرة لتشجيع المشاركة والتفاعل.
*طور الوقت الذي يُسمح فيه بالمناقشة الخارجية سواء كانت مناقشة قصة،برنامج تلفزيوني،حدث هام أو غيره من المواضيع.
*أشرك الأطفال في حل المشاكل التي تقابلهم في الفصل أو المدرسة من خلال المشاركة في وضع قوانين الفصل وإيجاد البدائل.
*قصّ على الأطفال بعض المواقف الضاحكة المناسبة أو اقرءوا معاً القصص الهزلية.
*وفر الفرصة لكل طفل ليُعلم أو يشرح شيء ما للآخرين أو يشارك في خبرة تعرض لها أو يقرأ أو يقص قصة للآخرين.
*اقرأ القصص أو الكتب أو الشعر مع الأطفال بانتظام(يمكن تخصيص حصة من حصص القراءة).
*اجعل الطفل يشارك في اتصال لغوي من خلال التمثيل أو لعب الأدوار.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق